الأربعاء 19، فبراير، 2025 20:47
بمبادرة منه الموظف اسليم يتبرع بمتأخراته لنصرة الحق و دعما للحكومة الفلسطينية والحكومة تثمن المبادرة
نشر في : 26/09/2013 المشاهدات : 86 مشاهدة
مشاركة

“سواك يهزم سيف” نهج قرر الموظف سيد خضر اسليم ” 56 ” عاماً من سكان قطاع غزة أن يسير عليه ويرسم خطوة رائعة في حياته الحافلة بالمحطات المتنوعة, سليم الذي يعمل موظفاً حكومياً منذ العام 1976م قرر ان يساهم في رفع الحصار عن الحكومة الفلسطينية ودعمها ومساندتها لمواجهة الحصار المفروض عليها بطريقة مستحدثة  رأى فيها اقل القليل الذي يمكن ان يقدمه لحكومته, وللوقوف اكثر على هذا الموضوع كان للراي التقرير التالي:

المصلحة العامة

هدوء وكياسة وشعر راس غلب فيه الابيض الاسود وابتسامة تكاد لا تفارق شفتي الموظف اسليم أكدت لنا صدق من وصفوه بالطيبة والحرص على خدمة الناس وتقديم المساعدة لهم حتى في احلك الظروف, اسليم الذي يعمل في الادارة العامة لضريبة الدخل في وزارة المالية منذ 37 عاماً وهو اب يعيل 14 فرداً ثلاثة منهم طلاب جامعيين وثلاثة في المدارس , ويحمل من الديون والاعباء ما يحملها معظم المواطنين الفلسطينيين من اصحاب الدخل المتوسط ومع كل هذا آثر المصلحة العامة على مصلحته الشخصية وقرر التبرع بمتأخراته لدعم الحكومة الفلسطينية ومساندتها وعن السبب وراء مبادرته قال سليم:” هذه افضل حكومة عرفتها على الاطلاق وكفانا أنها اسلامية وهي من وفرت لنا الامن والامان الذي لم نكن نراه وبل وكنا نتمناه حتى جاءت حكومتنا وجاء معها ما كنا نريد ومع ذلك الكل يحاصرها ويحاول افشالها, لذا فمن الصعب رؤية الحكومة في هذا الحصار من قبل العديد ولا احرك ساكناً فانا ابن هذه البلد وابن الحكومة والابن الذي لا يقف الى جانب اهله وقت الشدة لا خير فيه”.

واضاف :” لن اتوانى في ان اضحي بروحي وجسدي وليس فقط بمالي لنصرة الدين والحق “.

وفي معرض سؤاله عن احتياجات عائلته لهذه الاموال أو معارضتها لقراره افاد سليم انه ربى أفراد عائلته تربية اسلامية قائمة على المثل والاخلاق وايثار على النفس, وانه استخار الله تعالى وتوكل عليه واخذ قراره احتسابا لوجه الله مؤمناً بأن الله سيعوضه وعائلته الخير الكثير وسيمنحه افضل من ذلك بكثير.

الغلبة للحق

وعن المبلغ الذي قرر التبرع به اشار اسليم انه قرر التبرع بكافة متأخراته لدى الحكومة الفلسطينية والبالغ قيمتها “15791” شيقل مساندة للحق والعدل وتحدياً للباطل متمنياً ان تكون متأخراته اضعافا مضاعفة وسيتبرع بها.

وعندما سألناه ان كان هذا المبلغ سيساهم في كسر حصار الحكومة والتخفيف من حدة الازمة التي تتعرض لها قال:” هذا المبلغ المتواضع الذي قدمته في سبيل الحق يعادل مليارات كثيرة تصرف في سبيل الباطل وأنا مؤمن ان الحق سيبقى وينتصر والغلبة له في النهاية”. مستشهداً بقبول الرسول عليه الصلاة والسلام بتبرع رجل بحجر واحد حين أراد النبي ان يبني المسجد النبوي وقبل منه الحجر رغم استهزاء المنافقين به.

ودعا اسليم جميع الموظفين القادرين على تقديم الدعم للحكومة ومساندتها عدم التواني عن ذلك, منوهاً أن المساندة لا تكون بالأموال فقط وانما بالدعاء والكلمة الحسنة ايضاً.

شكر وامتنان

من جانبه أعرب م. زياد الظاظا نائب رئيس الوزراء- وزير المالية عن امتنان حكومته بهذه المبادرة واصفاً الموظف سليم بالإنسان المجاهد الذي يسعى لحماية الاوطان, وأن جهاده لا يقل عن جهاد أولئك الذين يقدمون أرواحهم فداءً للوطن.

وافاد الظاظا أن الحكومة قررت تكريم الموظف اسليم وعدم تحويل المتأخرات لحساب الحكومة بل ابقائها في حسابه اكراماً له ولأسرته التي فضلت دعم الحكومة على مصلحتها الشخصية.

وأكد الظاظا أن الحكومة تضع المواطن ومشاكله على سلم اولوياتها وهي حريصة على موظفيها وتثمن جهودهم في مساندتها وتسعى جاهدة الى توفير مقومات الحياة الكريمة لهم ولجميع ابناء الشعب الفلسطيني بكافة اطيافه.

 

وبين الظاظا ان متغيرات المرحلة فرضت اولويات على الحكومة الفلسطينية بعد تشديد الحصار على قطاع غزة سياسيا واقتصاديا وماليا اضافة الى اغلاق المعابر والمنافذ منوهاً انه  ليس غريباً على هذا الشعب المجاهد أن يقف الى جنب حكومته رغم كل الظروف الصعبة ورغم المعاناة التي يعانيها ويساندها حتى ولو بالقليل معتبرا أن المبادرة بقيمتها المعنوية وليست المادية.