أعلن رئيس الوزراء إسماعيل هنية عام 2014 القادم عامًا للمصالحة الوطنية وحماية الثوابت الفلسطينية، مشددًا على ضرورة أن لا يمرّ العام المقبل والانقسام السياسي لا يزال قائمًا.
وجدد هنية خلال كلمته بمؤتمر “الإعلام الفلسطيني وتحديات المواجهة” الذي تنظمه وزارة الإعلام بفندق الكومودور غرب مدينة غزة، صباح الثلاثاء، دعوته لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، والمجلس الوطني، موضحًا على ضرورة وضع خطة وطنية لمواجهة المرحلة والسياسات الصهيونية، وإنجاز المصالحة وفق ما تم الاتفاق عليه سابقًا.
مشاريع
وأعلن عن إطلاق عدة مشاريع خلال العام القادم، كمشروع الانتخابات الطلابية والنقابية والمجتمعية، وتشكيل المجالس البلدية بالتوافق الوطني، كمرحلة تؤدي إلى إجراء الانتخابات على مستوى الضفة الغربية المحتلة.
كما أضاف أنه سيتم إطلاق مشروع جدارة لاستيعاب 10 آلاف خريج جامعي في الوظائف الحكومية، واستمرار مشاريع إعادة إعمار قطاع غزة.
وفي شأن آخر، عرّج هنية على الحملات الإعلامية التي تروج لفكرة الربط الإرهابي بين حركة حماس، وجماعة الإخوان المسلمين، ومطالبة بعض الفصائل الفلسطينية بانفصال حماس عن الجماعة.
ورفض توصيف جماعة الإخوان بـ”الإرهابية”، قائلًا: “لا يمكن لأحد أيّا كان أين يدفع حماس أو فصائل المقاومة أن تتنكر لأيديولوجياتها”.
مصر
واستبعد هنية تصنيف مصر أو أي دولة عربية حركة حماس كحركة مقاومة وفاعلة ومؤثرة في المشهد الفلسطيني بأنها “إرهابية”، مضيفًا: “لا أتوقع من دولة مصر راعية القضية وحاضنة شعبنا ومقاومتنا التي قدم عشرات الآلاف من الشهداء فداءً لفلسطين أن تخرج عن سياقها العربي والتاريخي وتنصف حماس كمنظمة إرهابية”.
وبيّن: “حماس وفصائل المقاومة بتاريخها وجذورها العميقة والذاكرة الفلسطينية هي أكبر من أن تحاصر أو تقزم، وأن توضع في خانات ضيفة، فهي تستمد قوتها من بعد الله عز وجل من قوة شعبنا وصموده”.
وجدد هنية تأكيد على الثوابت السياسية في العلاقة مع مصر والأشقاء العرب، مشيرًا إلى أن قطاع غزة لا يتدخل في الشأن المصري الداخلي، وأمن مصر من أمننا، ولا غنى مصر عنا، ولا غنى لنا عن مصر”.
وأكد أن الاتصالات مع جهات الاختصاص المصرية لا زالت مستمرة وبشبه يومي، لبحث الحصار المفروض على قطاع غزة، وأزمة معبر رفح، والمصالحة الوطنية، والتهدئة المبرمة برعاية مصرية، لافتًا النظر إلى أن الخطوط الاتصالات مفتوحة، وهذا شيء لا ننكره ونسعى لتطويره على الدوام.
اللاجئين الفلسطينيين
ومن جهة ثانية، تساءل هنية لماذا يقتل الفلسطيني جوعًا في مخيمات سوريا ولبنان، ولماذا يحاصر قطاع غزة، ولماذا يضطر الفلسطيني ليعيش في أمريكا اللاتينية وأوروبا، ويركب البحر ليموت غرقًا، فيما لا تزال 120 جثة للاجئين فلسطينيين في قاع البحر الأبيض المتوسط تأكلها الأسماك”.
وشدد على أن وزارة الإعلام والحكومة لا تبحث عن تحقيق إنجازات، وإنما على التأكيد على القيم التي تؤمن بها الحكومة، كحرية الصحافة والكلمة والصورة، وتعزيز القيم الإنسانية، والشراكة المبنية على الاحترام المتبادل مع القطاع الإعلامي الواسع.
أوضح هنية أن لا يجوز تحت أي ظرف من الظروف استخدام الوسيلة الأمنية في قمع الصورة والكلمة الصحفية، في حال التزمت بالموضوعية والمسئولية الوطنية، مؤكدًا أن لا يجب أن يكون هناك إنسان معتقل يعمل في مجال الصحافة والإعلام بشتى أنواعها.
حماية الصحفي
ودعا هنية إلى حماية الصحفي الفلسطيني من أيّ تغول من أي جهة كانت، مطالبًا بالإفراج عن كل صحفي معتقل في داخل فلسطين أو خارجها.
وقال: “عصر الجاهلية الإعلامية قد ولى، ومحاولة حصار الكلمة بدأ ينحسر”، موضحًا أنه يجب التعامل مع المجتمع الصحفي والإعلامي من باب الاحترام والتوازن، والاعتراف بوجود هذه الشريحة من باب الإسهام الوطني الفلسطيني.
وطالب هنية الإعلاميين بتوحيد الجسم الإعلامي الصحفي الفلسطيني، تحت مظلة نقابة موحدة، وجسم موحد يجمل كل أطياف اللون السياسي والإعلامي، مؤكدًا أنه من موقعه في الحكومة وحركة حماس سيدفع من أجل أن يتحقق ذلك، يتنازل عن بعض الخصوصيات والمساحات من أجل الدائرة الأوسع والأسمى وهي فلسطين.
وتأمل هنية أن يكون المؤتمر الإعلامي وعاء يحقق البدايات لجسم إعلامي فلسطيني موحد، والمحافظة على النكهة الإعلامية الفلسطينية.
وأضاف: “التناول الإعلامي لقضايا الوطنية الداخلية لها خصوصيتها، ففلسطين قضية تحرر وطني، وشعب يريد أن ينتزع حقه، ويقاتل ويدفع الدم بشكل يومي، لذلك لا بد من حماية الخصوصية الإعلامية الفلسطينية، والحفاظ على نكتها”.
ودعا الإعلاميين الفلسطينيين إلى الانحياز لقضايا وطنهم، وأن لا تطفوا أي قضية على أدائهم الإعلامي، منوهةً إلى أن الرسالة الإعلامية قائمة على مجابهة الاحتلال والحصار.
وأشار هنية إلى ضرورة وضع فلسفة إعلامية وطنية لمواجهة أسطول الإعلام الصهيوني الذي يؤثر في بناء الرأي العام العالمي، وإيجاد نظرية إعلامية تجابه الإعلام والزيف والرواية الصهيونية الكاذبة.
وفي موضوع آخر، جدد رفضه الكامل لما يجري في جلسات التفاوض مع الاحتلال الصهيوني سواء كانت العلنية أو السرية، مؤكدًا وجود خطورة كبيرة على الحقوق والثوابت الفلسطينية.